التقصير في تربية الأولاد -الخطبة الأولى-
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
التقصير في تربية الأولاد -الخطبة الأولى-
بسم الله الرحمن الرخيم
. أما بعد. .
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾([1]) ألا وإن من تقوى الله جل وعلا أداء الأمانة والقيام بها. قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا ﴾([2]) ألا وإن من أجل الأمانات و أعظمها يا عبد الله ولدك الذي هو بضعة منك فيا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة وإنما تكون تلك الوقاية بالقيام عليهم وتربيتهم وحفظهم في دينهم وأخلاقهم ودنياهم , فإن الله حملكم مسؤولية ذلك ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة مرفوعاً: (كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه)([3]). فولدك يا عبد الله نتاج جهدك وبذلك فإن وجدت خيراً فاحمد الله وإن وجدت غير ذلك فلا تلومن إلا نفسك فعلى نفسها جنت براقش.
عباد الله إن مما يحزن له القلب ويتفتت له الفؤاد أن ترى كثيراً من الناس قد أهملوا تربية أولادهم واستهانوا بها و أضاعوها فلا حفظوا أولادهم ولا ربوهم على البر و التقوى بل وللأسف الشديد إن كثيراً من الآباء أصلح الله أحوالهم يكونون سبباً لشقاء أولادهم وفسادهم قال ابن القيم رحمه الله: (وكم ممن أشقى ولده وفلذة كبده في الدنيا والآخرة بإهماله وترك تأديبه وإعانته على شهواته وهو بذلك يزعم أنه يكرمه وقد أهانه، ويرحمه وقد ظلمه، ففاته انتفاعه بولده وفوت على ولده حظه في الدنيا والآخرة، ثم قال رحمه الله: وإذا اعتبرت الفساد في الأولاد رأيت عامته من قبل الآباء ). انتهى كلامه رحمه الله فلله دره ما أعجب كلامه وأصدقه.
أيها المسلمون إن المسلم الحق يهمه ويكرثه مسلك بنيه نحو ربهم وإخوانهم وليست وظيفته ومهمته أن يزحم المجتمع بأولاد حبلهم على غاربهم , وهذا هو هدي الأولين من المؤمنين فهذا خليل الله إبراهيم عليه السلام يقول: ﴿رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ﴾([4]). وهذا نبي الله نوح يدعو ابنه ويلح عليه فيقول: ﴿يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ﴾([5]). وهذا يعقوب يتعهد أولاده في الرمق الأخير كما قص الله تعالى: ﴿أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ﴾([6]).
وهذا ركب المؤمنين الصادقين المتبعين ركب عباد الرحمن يلهجون قائلين: ﴿رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً﴾([7]). فاتقوا الله أيها المؤمنون وسيروا على هدي أولئك المتقين ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ﴾([8]).
عباد الله أيها الآباء الأفاضل إن من المشكلات الكبرى والنوازل العظمى التي أصيبت بها كثير من المجتمعات الإسلامية تقصير الوالدين في رعاية أولادهما وتربيتهم على البر والتقوى ومعالم هذا التقصير كثيرة عديدة فمن مظاهر التقصير في تربية الأولاد الانشغال عن الأولاد بمشاغل الدنيا الفانية التي لا تعدل عند الله جناح بعوضة فكم هم الآباء الذين هجروا بيوتهم فلم يجلسوا فيها إلا قليلاً لأكل أو شرب أو نوم، أما سائر أوقاتهم فبين بيع وشراء، وبين جلسات ودوائر ضاعت بسببها الواجبات وضاعت الحقوق، ولو سمع هذا بصفقة أو تجارة لترك الأصدقاء وقلل اللقاء، أَمَا عَلِم هذا أن خير ما يتركه بعده ولد صالح يدعو له.
أيها المؤمنون إن من صور التقصير الشائعة في تربية الأولاد تهوين الوالدين المعصية على الأولاد، وتجرئتهم على مواقعة الخطايا والسيئات، وذلك بموافقة الوالدين لهذه الخطايا ومجاهرتهم بها، فإن من الآباء من يكون قد ابتلي ببعض الذنوب فتجده لا يتورع عن الوقوع فيها أمام أولاده، فكم هم الآباء الذين ابتلوا بسماع الأغاني مثلاً أو النظر إلى المحرمات أو غير ذلك من السيئات وهم يفعلونها أمام أولادهم فيأخذها عنهم أولادهم فكل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه.
وينشأ ناشئ الفتيان منا على ما كان عوّده أبوه
أيها المؤمنون إن من أعظم الخيانة للأولاد تيسير سبل المعصية وأسبابها لهم، وذلك بإدخال المجلات الخليعة التي تظهر فيها صور النساء، أو بإدخال أجهزة الإفساد والتدمير، كالدشوش وما شابهها مما تفسد به القلوب وتخرب الأخلاق وتعمى البصائر، ويصد بها عن سبيل الله، فليتق الله هؤلاء فإنهم والله ممن أشقى أولاده، وفوت عليهم الخير والاستقامة، فويل له؛ ويل له؛ ويل له، وضع في كل غرفة شيطاناً يصد عن سبيل الله ويبغيها عوجاً، فبالله أيها المؤمنون أي خيانة أعظم من هذه الخيانة، أيظن من سعى في إفساد أولاده أنه ناج من قوله صلى الله عليه وسلم: ( ما من عبد يسترعيه الله رعية فيموت وهو غاش لها - فلم يحطها بنصحه - إلا لم يجد رائحة الجنة ) ([9]) رواه البخاري ومسلم.
فليتق الله هؤلاء وليذكروا يوماً يرجعون فيه إلى الله فيسألهم ماذا أجبتم المرسلين؟ وماذا فعلتم بقولي: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ﴾([10]).
. أما بعد. .
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾([1]) ألا وإن من تقوى الله جل وعلا أداء الأمانة والقيام بها. قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا ﴾([2]) ألا وإن من أجل الأمانات و أعظمها يا عبد الله ولدك الذي هو بضعة منك فيا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة وإنما تكون تلك الوقاية بالقيام عليهم وتربيتهم وحفظهم في دينهم وأخلاقهم ودنياهم , فإن الله حملكم مسؤولية ذلك ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة مرفوعاً: (كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه)([3]). فولدك يا عبد الله نتاج جهدك وبذلك فإن وجدت خيراً فاحمد الله وإن وجدت غير ذلك فلا تلومن إلا نفسك فعلى نفسها جنت براقش.
عباد الله إن مما يحزن له القلب ويتفتت له الفؤاد أن ترى كثيراً من الناس قد أهملوا تربية أولادهم واستهانوا بها و أضاعوها فلا حفظوا أولادهم ولا ربوهم على البر و التقوى بل وللأسف الشديد إن كثيراً من الآباء أصلح الله أحوالهم يكونون سبباً لشقاء أولادهم وفسادهم قال ابن القيم رحمه الله: (وكم ممن أشقى ولده وفلذة كبده في الدنيا والآخرة بإهماله وترك تأديبه وإعانته على شهواته وهو بذلك يزعم أنه يكرمه وقد أهانه، ويرحمه وقد ظلمه، ففاته انتفاعه بولده وفوت على ولده حظه في الدنيا والآخرة، ثم قال رحمه الله: وإذا اعتبرت الفساد في الأولاد رأيت عامته من قبل الآباء ). انتهى كلامه رحمه الله فلله دره ما أعجب كلامه وأصدقه.
أيها المسلمون إن المسلم الحق يهمه ويكرثه مسلك بنيه نحو ربهم وإخوانهم وليست وظيفته ومهمته أن يزحم المجتمع بأولاد حبلهم على غاربهم , وهذا هو هدي الأولين من المؤمنين فهذا خليل الله إبراهيم عليه السلام يقول: ﴿رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ﴾([4]). وهذا نبي الله نوح يدعو ابنه ويلح عليه فيقول: ﴿يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ﴾([5]). وهذا يعقوب يتعهد أولاده في الرمق الأخير كما قص الله تعالى: ﴿أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ﴾([6]).
وهذا ركب المؤمنين الصادقين المتبعين ركب عباد الرحمن يلهجون قائلين: ﴿رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً﴾([7]). فاتقوا الله أيها المؤمنون وسيروا على هدي أولئك المتقين ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ﴾([8]).
عباد الله أيها الآباء الأفاضل إن من المشكلات الكبرى والنوازل العظمى التي أصيبت بها كثير من المجتمعات الإسلامية تقصير الوالدين في رعاية أولادهما وتربيتهم على البر والتقوى ومعالم هذا التقصير كثيرة عديدة فمن مظاهر التقصير في تربية الأولاد الانشغال عن الأولاد بمشاغل الدنيا الفانية التي لا تعدل عند الله جناح بعوضة فكم هم الآباء الذين هجروا بيوتهم فلم يجلسوا فيها إلا قليلاً لأكل أو شرب أو نوم، أما سائر أوقاتهم فبين بيع وشراء، وبين جلسات ودوائر ضاعت بسببها الواجبات وضاعت الحقوق، ولو سمع هذا بصفقة أو تجارة لترك الأصدقاء وقلل اللقاء، أَمَا عَلِم هذا أن خير ما يتركه بعده ولد صالح يدعو له.
أيها المؤمنون إن من صور التقصير الشائعة في تربية الأولاد تهوين الوالدين المعصية على الأولاد، وتجرئتهم على مواقعة الخطايا والسيئات، وذلك بموافقة الوالدين لهذه الخطايا ومجاهرتهم بها، فإن من الآباء من يكون قد ابتلي ببعض الذنوب فتجده لا يتورع عن الوقوع فيها أمام أولاده، فكم هم الآباء الذين ابتلوا بسماع الأغاني مثلاً أو النظر إلى المحرمات أو غير ذلك من السيئات وهم يفعلونها أمام أولادهم فيأخذها عنهم أولادهم فكل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه.
وينشأ ناشئ الفتيان منا على ما كان عوّده أبوه
أيها المؤمنون إن من أعظم الخيانة للأولاد تيسير سبل المعصية وأسبابها لهم، وذلك بإدخال المجلات الخليعة التي تظهر فيها صور النساء، أو بإدخال أجهزة الإفساد والتدمير، كالدشوش وما شابهها مما تفسد به القلوب وتخرب الأخلاق وتعمى البصائر، ويصد بها عن سبيل الله، فليتق الله هؤلاء فإنهم والله ممن أشقى أولاده، وفوت عليهم الخير والاستقامة، فويل له؛ ويل له؛ ويل له، وضع في كل غرفة شيطاناً يصد عن سبيل الله ويبغيها عوجاً، فبالله أيها المؤمنون أي خيانة أعظم من هذه الخيانة، أيظن من سعى في إفساد أولاده أنه ناج من قوله صلى الله عليه وسلم: ( ما من عبد يسترعيه الله رعية فيموت وهو غاش لها - فلم يحطها بنصحه - إلا لم يجد رائحة الجنة ) ([9]) رواه البخاري ومسلم.
فليتق الله هؤلاء وليذكروا يوماً يرجعون فيه إلى الله فيسألهم ماذا أجبتم المرسلين؟ وماذا فعلتم بقولي: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ﴾([10]).
عبوود- صفد نشيط
-
عدد الرسائل : 33
العمر : 36
العمل : موظف كرة قدم+اناشيد
الهوايه المفضله : كرة القدم
السٌّمعَة : 0
نقاط : 31030
تاريخ التسجيل : 20/11/2007
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى