من اجل ذلك احبهم

إن تسألــــوا عنّى فإني هائــــــمٌ في حــبّ هــذا النبّل في إخواني
أهواهـــــمٌ متبتلـــــين لربهــــــم عٌبــادَ لــيلٍ ، ساجــدى الأركــــــان
أهواهـــــمٌ أهــلَ الصـيامِ تطهــــرًا وتبتــلاً في ساحــــةِ الرضّــوان
وأحبهــــم متواضعـــــين لربهـــــم لا كــــبرَ لاستخفـــافَ بالإنســـــان
وأحبهــــم طٌــــلاب علـــمٍ نافــــعٍ قــــد زادهـــم قــربًا من الرحمــن
ولسانٌهـــم عــَفٌٌٌ وطٌهـــٌر نفوسِهــم يعلـــو بهـــم عــن بــؤرة الشــنآن
في رقــة الأنســـامِ في فيحِ الرٌّبــا في عِطــــر زهــرٍ في شذا الريحـان
متطهـــرينَ عــــن المنافـــعِ عفـــًة طلــبًا لأجـــرٍ سابــــغٍ بِجـــــــنَانِ
إن كـــان واحِدٌهــم بأعلــى منصـــبٍ كــــان الذًلٌـــولٌ لسائــرِ الخِــــلانِ
أو كـــان في أدنـــى المنازل سـَـــرًه إذ إنـًــــه في خدمـــة الإخـوانِ
أهواهـــمٌ بَذَلـٌــوا الحياةَ رخيصـــةً ورضــــيًة للواحــــــدِ الديّــــــان
( أنا ) مــن أنـا, أنـا لا أنـا, أنـا طينـــة دانــت لــــرب خالــــق مـــــــنّان
فــإذا وَجَــدتْ ( أنـا ) تـردّد في فمي فقــل الفتـــى قــد دانَ للشيطـــانِ
لا أشتهــى رَغَــدَ الحــياةِ بدعوتي أتـــــرى أبيـــع جنانهـــا بالفانيِ
وإذا رأيــتَ مجـــــادلّا متفيهقـــــــا فاْذرٌف عليــــه دمعـــــةَ الأحـــزان
وإذا تصارعـــنا لنيــــــل مكانـــــة فاســـدل علينا ســـترة النســـــيان
وإذا تداجـــى الناس أو قــد نافقـــوا فانعـــب عليهـــم نعبــةَ الغربـــانِ
وإذا تعالم اخـــــــوة كي يظهـــروا قٌصِمــتْ ظٌهٌــوٌرهم بـدون تـــــوان
إني عرفــت النبل مــع إخواننــــــا يـــــوم التقــيت بقـــادة الإخــوان
التلمسانــــى فاقهــــًـا ومؤدبــًـــــا سيظـــلٌ نـــبراس الهـــدى بجنانـي
ورأيـــت مرشدنــــا ابن نصرٍ صابــرًا طـــــودًا تشامــخَ لم يلــن لجــبان
أمــا ابن مشهـــورٍ فقانــتٌ ليلـــــــهٌ وبحكمـــــةٍ يقتادٌنــــــا لأمـــــان ِ
إخوانهــــم معهــــــم ربابنة الهــدى مـــــن قبلهـــم صاغوا على الإيمان
الله غايتهـــــم وطـــه قــــــــدوة نعــــم الزعـــــيم نبينا الرباني
وجهادهــــم كــان السبيل ومن يمــت مستمسكــــًا يحظـــى بطــيب أماني
هـــل نحـــن هــم أم قد تغير جلدنـا حاشــــا وفيـــنا شرعـــة القـــرآن
حاشــا وهــذى جنة المـــأوى وقـــــد أومــــت إلــيك بلحظــها الوسّــنانِ
لا تخـــدعنّ عــــن الحــياة نديـــةً ورضيــــة في روضهــا الفيـــنان
الحــــور عـــين والقصــور رخـــــية وجنـــــى الفواكــــه للأســـرةِ دانِ
مـــن كــل وارقــةِ تمـــد وظلهـــــا وغراسهـــــا ذكــــر بكــــــل أوان
ثمراتهـــا نضجــت وطــاب قطافهـــا وشــــرابها في الغصــــن دون أوان
طابــت لحـــوم طيورهــا وخمورهــــا لــــذت بــلا غــول ولا نٌقصــــــانِ
لمـــــن الريــاض برَغَدِهــا ونعيمهــا لمــــــن السعــــادةَ والرضــا بأمـان
لمـــــن الخلـــود بدون موت مجهــــد عند المليك بســـــاحة الرضـــــوان
للصالحـــين القانتـــين بليلهــــــــم للناصـــــرين بدعـــوة القـــــرآن
للأصفـــياء المخلصـــين قلوبهـــــــم سلمــــت مــن الأحقــاد والأضغـــانِ
ولمـــن تواضــــــع للإلـــه وخلقـــه يبغــــى الجــــزاء بغرفة وجنـــان
للصابـــرين علـــى الأذى في ربهـــم ثقـــــة بنصـــر القـــادر المنــــان
للأوفـــياء وقـــد تنكــب غــــيرهم سبـــل الوفـــاء وبـــاء بالخســران
للباذلـــين الخـــير نفعـــاً سابغــــــاً للناس كـــل النــاس في الأوطــان
ولمــــن عفـــا عمــن أسـاء ومن صفـا نفسـًـــا وأحســـن رفقـــة الجـيران
ودعـــا علـــى علــــم لأقـوم منهــج جعــــل الفعــال منـــارة الرٌّبــــانِ
أفشــــى الســلام وأطعــم المسكين من خــــير الإلـــه ونعمــة الرّحمــــنِ
ربـــــى علــى نبــل الخــلال قبيلـه جنـــداً ترقـــى في ذرا الإيمـــان
هــــــذا سبيـــل السالكــين أحبتي هــــــذا طريــقٌ جماعــةٌ الإخـوانِ
هـــل نحــن هم ؟ أم قد تغير جلدنا ! حاشـــــا وفينــــا شرعـــة القـرآن
الحـــب في هــذا السبيل فريضــــة وشعــــيرة مركــــــوزةَ الأركـــــان
حـــــب الإلـــه بطاعــة مـــــبرورة وترفــــعٍ عـــن حَمْـــأةِ العصـــيانِ
والحــــبٌّ لـــذةَ عابــــدٍ متبتـــــلٍ متقلـــبٍ في ساحـــةِ الغفــــرانِ
عبد الإلــه لما حبـــاه مـــن الرضـــا ولمـــا حـــبا نعمـــاً بنــى الإنســان
وأحبــــه لجمالـــــه وجلالــــــــه وعيـــون زهــــر مٌونـــــِق وَســنانِ
وهديـــل أطـــيار تسبـــح ربهــــــا فتثـــــير فينــــا نشــوة الوجــدان
وحفيــف أنســــام تداعــب نبتهـــا وتراقـــص الأطـــيار بالأفنــــــان
آلاؤه مبثوثــــة في كونـــــــه علــــمٌ علــى الإكــرامِ والإحســـانِ