من طرف أحمد العزب محمد الأربعاء مايو 21, 2008 4:38 pm
الكلام العذب ، و القرار الصعب ، في مجلس الشعب بقلم أحمد بلال |
21 / 05 / 2008 انتبهتُ مسروراً ، لما نقله التلفاز من جلسة مجلس الشعب يوم 20-5-2008 ، من كلماتٍ حماسيةٍ قوية ، و موقفٍ مُشَرِّفٍ مُوَحَّدٍ ، اجتمعت عليه الأغلبية و المعارضة ، حيث اجتمعوا علي إدانة الاحتلال الصهيوني ، و تأييد الشعب الفلسطيني ، و ضرورة الوحدة و القوة ، لاسترداد الحقوق المشروعة .. و قال الدكتور فتحي سرور إن تحرير أرض فلسطين لن يكون إلا بالقوة ، و ليس باستجداء الحماية من الدول الأجنبية ، فما أخذ بالقوة لا يُستردُّ إلا بالقوة ، و أكد الدكتور عبد الأحد جمال الدين علي ضرورة تقديم العون للشعب الفلسطيني وحمايته من العدوان الإسرائيلي ، وقال آخر نحن مع الشعب الفلسطيني بكل قوة و ندين السياسة الأمريكية المؤيدة لإسرائيل وظهرت معالمها في خطاب الرئيس الأمريكي بالكنيست الإسرائيلي وفي مؤتمر دافوس بشرم الشيخ. ، وأكد عضوٌ آخر أن المقاومة هي الخيار الاستراتيجي للفلسطينيين ، وعقب الدكتور مفيد شهاب بقوله : إننا مع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وضد احتلال إسرائيل لأي أرضٍ عربية ، .. و تتابعت الكلمات علي هذا النسق الجميل ، في اتفاقٍ نادر الحدوث بين أطياف المجلس المختلفة ، مما جعلني أُتابع بشغفٍ ، متلهفاً و متوقعاً و متحفزاً و متعجلاً ، أن يأتيَ هذا الإجماع ، الذي شارك فيه رئيس المجلس ، و أعمدة الحزب الوطني ، و دعَّمتْه المعارضة بكل أطيافها ، و تتابعت فيه كلمات القوة و المساندة للشعب العربي الفلسطيني ، أن يأتيَ كل هذا بقرارٍ عظيمٍ و خطير ، ليس بالضرورة أن يكون القرار هو مثلاً إلغاء كامب ديفيد ، و التي لم يحترم اليهود منها حرفا ، فهذا أمرٌ ربما يكون خارج نطاق المجلس ، و ليس بالضرورة أن يكون القرار هو إلغاء اتفاقية الكويز ، فقد مرَّت من قبل فيما أظن بدون عرضها علي المجلس ، و لكنْ حقيقةً ، سرح فكري ، و تطلعت نفسي إلي قرارٍ منطقيٍّ و طبيعيٍّ ، و يُرضي كلَّ الشعب المصري ، بل و الشعب العربي ، و هو قرار قطع إمدادات الغاز للعدو الصهيوني ، فهي رغبة الشعب ، و هؤلاء هم نواب الشعب ، و هم بأنفسهم أجمعوا ، و صرَّحوا بضرورة أسباب القوة ، و أضعف الإيمان في أمر القوة ألا أمدَّ عدوي بأسبابها ، في الوقت الذي نحن في أشدِّ احتياجٍ إليها .. و لكنَّ حلمي الجميل تبخر ، إذ انتهت الجلسة بدون قرار ، و لا حتي بوعدٍ بقرار .. و سألت نفسي .. ، أحقاً ما يُشاعُ أنهم يملِكون الكلام و لا يملكون القرار ؟ ، أحقاً ما يُشاع أن أمر تصدير الغاز يحاطُ بغُموضٍ و ألغاز ؟ ، أحقاً ما يُشاعُ أنه لا أحدَ يتحركُ إلا بناءً علي توجيهاتٍ فوقية ، .. و إذا كان السيد الرئيس نفسُه ، قد بدت منه إشاراتُ اعتراضٍ ، و دلائلُ امتعاضٍ ، من زيارة بوش الأخيرة ، التي أظهر ارتماءه فيها في أحضان الصهيونية ، و كَسَر قواعد الأدب و اللياقة في زيارته لمصر ، .. فماذا تنتظرون أيها السادة النواب ، لتقرنوا كلامكم الجميل ، بقرارٍ أصيل ؟ ! .
|
|