بشراك يافلسطين بوارق النصر تسطع فى ذكرى النكبة

رغم التضييق الأمنى الشديد .. مؤتمر ناجح بنقابة أطباء الشرقية فى ذكرى النكبة
وسط تضييق أمنى وحصار خانق على نقابة الأطباء بالشرقية شارك نحو 2000 من جماهير الشرقية في المؤتمر الذي نظم مساء أمس الجمعة 16/5/2008 بقاعة المؤتمرات داخل النقابة والقاعة الملحقة تحت عنوان في " ذكرى النكبة .. معاً لنصرة فلسطين".
وقد منعت السلطات المصريه عدد كبيرا من المشاركين وصادرت البانر الخاص بالمؤتمر وذكر شهود عيان أن عدداً من المشاركين منعوا وتم احتجازهم .
في المقدمة أشار الدكتور صفوت سويلم أن ستون عاما مرت علي النكبة علي المصيبة والطامة الكبرى في تاريخ الأمة بل في تاريخ البشرية فمنذ ستين عاماً قتل الرجال وذبح الأطفال وبقرت بطون الحوامل .. منذ ستين
عاماً سرق وطن هو مسري رسول الله .. منذ ستين عاماً والمصيبة مستمرة فهل انتهت النكبة.
ثم رحب الدكتور عبد الله عبد المجيد - أمين عام نقابة الاطباء - بالسادة الضيوف والحضور جميعا .. وأشار في كلمته إلي أن تكاسل الشعب وتخاذله في محاسبة حكامه، وقد تسبب ذلك في ضياع فلسطين ثم العراق ثم أفغانستان والسودان في الطريق .
وأضاف أن مبدأ الحسبة قد وضع أسسه رسول الله صلي الله عليه وسلم ثم أكد عليه أبو بكر وعمر رضي الله عنهما، مستشهدا بحديث رسول الله صلي الله عليه وسلم " أعظم الجهاد عند الله كلمة حق عند سلطان جائر ".
ثم تحدث المفكر الفلسطيني عبد القادر ياسين عن تاريخ القضية الفلسطينية مؤكدا علي أن الشعب الفلسطيني لم يبيع أرضه ولم يتركها بردا وسلاما للصهاينة، بل قاوم الشعب وكبد الصهاينة الكثير والكثير ليس فقط منذ الاحتلال في 48 ولكن منذ بدأت المستوطنات في فلسطين عام 1898 وهناك مقاومة شعبية للصهاينة، وأشار إلي أن من باع الأراضي علي قلتها هم موظفون عثمانيون مرتشون، كذلك باع العرب غير الفلسطينيين أرضهم بسبب عدم استطاعتهم العودة إليها ولم يكن هناك قوة شرائية إلا في يد اليهود .
كما أكد ياسين علي أن المقاومة مستمرة وباقية ما دام هناك عرق ينبض، وأن حماس ستقاوم ولن يلين لها جانب، ثم أشار في لمحة سريعة إلي جهاد الإخوان المسلمين في فترات الأربعينيات والخمسينيات ضد المشروع الصهيوني وذكر كتيبة الفدائيين بقيادة البطل مصطفي حافظ وكيف أنها كبدت اليهود خسائر فادحة.
وبين ياسين إلي أن هناك فريقان الأول خياني يعمل مع الصهاينة ويمدهم بالمعلومات ويساعدهم علي تفتيت القضية قائلا " عصابات سمير جعجع تتدرب مع حرس الرئاسة الفلسطينية في معسكرات الملك عبد الله في الأردن " والآخر وطني يعمل علي تحرير هذه الأرض .
وأضاف " لا أنسي مشروع توطين اللاجئين في سيناء وكيف اتحد الإخوان المسلمين مع الشيوعين لأول مرة ضد هدف واحد ونجحوا في إلغاء هذا المشروع، فكيف يرضي الشعب الفلسطيني الآن بسيناء بديلا عن أرضهم، وأشار إلي حركة الصهاينة في البداية في مسح قرية دير ياسين وغيرها من القرى الفلسطينية .
وعن دور الفرد والمجتمع في نصرة القضية تحدث الدكتور أمير بسام - أحد قيادت الإخوان المسلمين - وأكد على زوال إسرائيل قائلا " زوال إسرئيل أمر سيحدث لأنه موعود الله أولا ومن خلال استقراء الواقع والتاريخ فمن المنطلق الديمغرافي يبلغ عدد اليهود في العالم نحو 16 مليون نسمة مرشحين لان يكونوا 12 مليون نسمة خلال السنوات القليلة القادمة، كذلك حالة الهجرة العكسية التي وصلت إلي نحو المليون يهودي يفرون من إسرائيل.
ثم عدد د . بسام محاور وأدور الفرد والمجتمع لنصرة القضية فيما يلي : -
أولا : تكوين رأي عام قوي يستطيع مواجهة الفكرة الصهيونية وفضحها وعملائها في المنطقة.
ثانيا : أن ننتقل من دائرة المعصية إلي دائرة الطاعة وان نقف أمام الظالمين مجاهدين.
ثالثا : تربية النشأ علي تحمل القضية وتعريفه بعدوه الحقيقي.
رابعا : لا بد أن نقتطع من أموالنا والتبرع لإخواننا، وتربية النشأ علي ذلك من خلال حصالة فلسطين.
وفي اتصال هاتفي مع الأستاذ مشير المصري – عضو المجلس التشريعي والناطق باسم حركة حماس - أكد أن اليوم هو يوم النصرة الحقيقية من خلال المسيرات والمؤتمرات التي تقام اليوم في كل مكان من عالمنا الإسلامي، موجها التحية لأبناء الشرقية حيث جذور عائلته قائلا " هذا ليس غريبا علي أهلنا في مصر وبخاصة الإخوان المسلمون فجهودهم تشهد لهم في الأربعينيات وسط غزة .. شهداء .. عشرات الشهداء من الإخوان الذين ارتقوا والآلاف من المصريين الذين قدموا دماءهم " مشيرا إلي أن قضية فلسطين تحتل أولوية في أجندة الإخوان وكانت تشغل بال الإمام البنا رحمه الله .
وأكد المصري أن أصل الشعب المصري والفلسطيني واحد ، وفي ظل هذا الحصار وفي ظل هذه المعاناة لن يتخلي الشعب عن حقوقه ولن يعترف بالكيان الغاصب قائلا " من هنا من غزة أرض الرباط إلي الشرقية ، من هنا من وسط الحصار ومن قلب العدوان وكلنا ثقة في نصر الله .. نقسم بالله أننا لو نشرنا بالمناشير ، ولو قرضنا بالمقاريض .. لن نعترف بإسرائيل هذا هو العهد ، عهدنا بكم دائما ".
وتابع المصري " نحن مطمئنون في مسيرتنا ، هذه المسيرة يقودها رجال يقدمون أنفسهم وأبناءهم في سبيل الله ، نحن من سيحتفل بتحرير فلسطين، بإخراج آخر صهيوني منها "، وختم حديثه بالآية " وكان حقا علينا نصر المؤمنين " .
ثم تحدث الدكتور فريد إسماعيل عضو الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين عن الدور التشريعي والرقابي في القضية مستبشرا ومتفائلا " حيث قال أبدأ حديثي بالأمل والتفاؤل مستشهدا بقول الله " فلا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون " وأن هذا الغرس الشيطاني سيزول وسيكون نصر الله علي يد هذه الفئة التي باعت نفسها لله عز وجل والله اشتري منهم .
وأشار إلي الدور الرقابي الذي يقوم به أعضاء الكتلة البرلمانية والمستقلون في الدفاع عن هذه القضية ومنها علي سبيل المثال لا الحصر إفشال محاولات الحكومة في بيع أراضي في طابا وشرم الشيخ وبورسعيد لمستثمرين يهود بأثمان زهيدة فضلا عن كونهم يهود ، كذلك موضوع الغاز الطبيعي وتصديره بثمن بخس للكيان الصهيوني ، كما أشار إلي دور أعضاء مجلس الشعب عندما فتح معبر رفح وكيف ساندوا إخوانهم في غزة.
وأكد علي أن المقاومة لا تعول كثيرا علي النظام الرسمي العربي ، فكلهم ذهب إلي أنابوليس راكعا ذليلا وسلموا وبصموا للعدو الصهيوني هذه الأنظمة التي تعتقل الشرفاء وأي إنسان يرفع راية الجهاد، وختم حديثه قائلا " نحن نعول أكثر علي كتائب القسام وأبناء البنا ، علي هؤلاء الشباب الذي يتحرك ليل نهار .
وألقت الدكتورة عزة حمدي كلمة الأخوات والتي أشارت فيها إلي قصة إمرة فلسطينية لم تترك أو تفرط في أرضها حتي ماتت ومازالت تحمل بقايا من تراثها القديم ، مشيرة إلي أن هذه المرأة تمثل ذاكرة قوية لنا ولشعوبنا ، فهي خير مثال فاختارت أن تتجذر في أرضها مع كل شجرة زيتون تغرسها أو كل لبنة يهدمها الأعداء .
ثم وجهت نداء إلي كل أم ، كل مربية " شاركي في صنع النصر القادم، اعملي علي استيقاظ فجر الأمة، انسجي خيوطه بيديك، ربي أبناءك علي سير الصالحين وبطولات المجاهدين ليكونوا أسودا يحمون عرين أمتهم ، احملي هم دينك والزمي المجاهدين وقوافل الدعاة وكتائب المصلحين فذاك الطريق لعودة فلسطين .
وفي الختام كانت الكلمة للدكتور محمد مرسي - عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين - حيث تحدث عن القضية مستبشرا بكلمات الأنشودة التي ألقاها أحد الأشبال وهو يتحدث عن أن حماس نتاج طبيعي وهي البداية ولن تكون النهاية ، فعندما يعلن بوش عن أن إسرائيل ستظل إلي نحو 120سنة يقولها مرتجف الشفاة ، يقولها وغاية أمله أن يمتد العمر بإسرائيل 120سنة فقط ، وغاية أمله أن يقضي علي إمبراطورية حماس أو جيوش حزب الله .
وأكد مرسي علي أن الإخوان المسلمين لن يسلموا فلسطين ولا الفلسطينيين للصهاينة فهذا واجب عقائدي، ثم تساءل لماذا يحارب الصهاينة الإخوان المسلين فقط ولا يخشون الحكام العرب ، ثم أردف مجيبا لأن الإخوان مشروع حضاري إسلامي يفهم الإسلام الصحيح ويمكن أن ينشأ دولة قوية تهدد حلمهم .
وأشار مرسي إلي أبعاد القضية التاريخية والتي يمتد منذ 1250ميلادية إلي الآن حيث كان اليهود يجمعون أنفسهم في أوروبا وينعزلون بعاداتهم الغريبة عن الناس مما نفر المجتمع منهم ، وتنقل د .مرسي بين مراحل تطور الحركة الصهيونية إلي أن أنشؤا دولتهم الإستيطانية علي أرض فلسطين .
وأكد مرسي علي أن الصحوة مشتعلة ، وان كل الجهود المبذولة من قبل القوي العالمية لإضعاف الصحوة ذهبت أدراج الرياح عندما هب الشعب المصري يمد إخوانه في غزة بالمعونات عندما فتح المعبر .
وختم حديثه بان المستقبل بيد هذه الأمة وليس في يد حكامها ، فالأمة ستنتصر وعلي ولاة الأمر فيها أن يلتحموا بشعوبهم و إلا فستتجاوزها الأمة غير عابئة بهم.






.



.



.



.



.



.



.



.



.



.