الإسرائيلي سيخدم تطبيق إصلاحات

فيما يبدو أنه محاولة للربط بين التوصل لحل للنزاع العربي الإسرائيلي وبدء تطبيق الإصلاحات في العالم العربي قال عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية إنه على الرغم من أن الإصلاح واجب على الحكومات العربية فإنه في الوقت نفسه يرتبط بالاستقرار.


ثارت تساؤلات حول مدى مشاركة الزعماء العرب في القمة
وقال إن التوصل لتسوية للنزاع العربي الإسرائيلي سيخدم الاستقرار الذي يخدم بدوره تطبيق الإصلاحات في المنطقة العربية.

وكان موسى يتحدث في المؤتمر الصحفي الذي عقده مع وزير الخارجية التونسي الحبيب بن يحي في اليوم الثاني والأخير من اجتماعات وزراء الخارجية العرب، التي تمهد للقمة العربية التي تستضيفها تونس يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين.

وربما تكون تصريحات موسى مؤشرا على الخلافات التي تردد أنها وقعت بشأن مبادرة الإصلاح التي تقدمت بها مصر والأردن لتوسيع الحريات في العالم العربي.

وكانت تقارير إعلامية قد قالت إن سورية ولبنان والفلسطينيين قد اعترضت على مبادرة الإصلاح التي تقدمت بها مصر والأردن قائلة إنه يتعين إنهاء احتلال إسرائيل للأراضي العربية أولا قبل الحديث عن أي إصلاحات.

لكن موسى ولدى سؤاله عن نقاط الاتفاق بين الوفود العربية بشأن مبادرات الإصلاح قال إن الدول العربية متفقة أساسا على فكرة الإصلاح وأن المبادرات التي قدمت للاجتماعات التحضيرية للقمة زادت من سبعة إلى اثني عشر مبادرة بسبب ما وصفه "بالحماس" لموضوع الإصلاح.

وأضاف أن جميع هذه المبادرات تم دمجها في وثيقة واحدة بعد أخذ "انطباع بأنها متكاملة"، ليتم عرضها على القادة العرب لدى اجتماعهم يوم الاثنين المقبل.

وقال موسى إن مبادرة الإصلاح في الشرق الأوسط التي يناقشها الوزراء هي "طرح عربي من جانبنا عن نظرتنا للإصلاح ومستقبل العالم العربي ولا ترتبط بمن تحدث عن شرق أوسط كبير".

وكان موسى يشير إلى مبادرة الشرق الأوسط الكبير التي أعلن الرئيس الأمريكي جورج بوش أنه سيطرحها أثناء قمة مجموعة الثماني التي تعقد في يونيو حزيران القادم، والتي قالت بعض التقارير الصحفية إن واشنطن أعلنت عن سحبها.

مبادرة السلام
وفيما يتعلق بمبادرة السلام العربية التي توصلت إليها قمة بيروت العام قبل الماضي أكد موسى أن الدول العربية لن تغير موقفها من المبادرة، قائلا: " لا يوجد تراجع أو اهتزاز أو تراجع سواء نصا أو روحا"

وأضاف موسى أن المناقشات الجارية حاليا فيما يتعلق بمبادرة السلام العربية هي مناقشات تدور في إطار المبادرة نفسها. وكرر موسى تصريحاته السابقة بأنه يرى أن الحكومة الإسرائيلية الحالية ليست مستعدة للسلام، لكنه قال إنه "سيكون من الخطأ سحب المبادرة العربية".

وكانت قمة بيروت التي أجريت العام قبل الماضي قد عرضت على إسرائيل التطبيع والسلام مع جميع الدول العربية مقابل انسحابها من الأراضي العربية المحتلة وإقامة دولة فلسطينية والتوصل لحل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين إلا أن إسرائيل رفضتها قائلة إنها غير مقبولة.

"حالة خاصة"
ووصف موسى العراق بأنه "حالة خاصة" لا يصح التعامل معها بأسلوب "الأبيض والأسود".

وقال إنه لم يكن من المتصور أن تظل الجامعة العربية سنة كاملة دون الاتصال بالعراقيين أو التعامل معهم، وهذا ما دفع الجامعة العربية لتوجيه الدعوة لمجلس الحكم العراقي لحضور الاجتماعات بصفته الانتقالية.


إننا نتعامل مع أقوى دولة في العالم والعرب ليسوا الاتحاد السوفييتي القطب الآخر للولايات المتحدة

عمرو موسى
وقال إنه كانت هناك ضرورة لحضور مجلس الحكم العراقي للاجتماعات لأنها فرصة لشرح تطورات الموقف في العراق ولأن ابتعاد العراقيين عن الاجتماعات سيكون له مردود سلبي.

لكنه أكد في الوقت نفسه أن أبواب الجامعة العربية مفتوحة أمام جميع الطوائف العراقية مشيرا إلى استقبال الجامعة لمسعود البرزاني زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني وجلال الطالباني زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني.

ودعا موسى الولايات المتحدة للاعتراف بأن الآمال التي بني عليها الغزو لم تتحقق.

وفيما يتعلق بالموقف العربي من الولايات المتحدة بعد احتلال العراق قال موسى إنه من الضروري أن يتوصل العرب لاتفاق بشأن التعامل مع الموقف في العراق الذي وصفه بأنه "خطير" لكنه في الوقت نفسه قال إن هذه الطريقة يجب أن تكون "عاقلة وثابتة...لأننا نتعامل مع أقوى دولة في العالم والعرب ليسوا الاتحاد السوفييتي القطب الآخر للولايات المتحدة."

التمثيل في القمة
وشغل مستوى التمثيل العربي في القمة حيزا كبيرا من أسئلة الصحفيين خاصة بعد اعتذار ولي العهد السعودي الأمير عبد الله وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة عن حضور القمة، والغموض الذي يحيط بموقفي الرئيسين المصري حسني مبارك والسوري بشار الأسد من الحضور.

وعلى الرغم من تأكيد وزير الخارجية التونسي الحبيب بن يحي على حضور الرئيسين المصري والسوري، فإن أنباء تتردد على هوامش الاجتماعات بأن مبارك قد يتغيب عن حضور القمة.

يذكر أن مبارك سبق وأن اعتذر في اللحظة الأخيرة عن حضور قمة بيروت وكلف وزير خارجيته أحمد ماهر بالإنابة عنه في اجتماعاتها.

إلا أنه حتى هذه اللحظة لم يتأكد بعد من هم القادة والرؤساء الذين سيحضرون القمة. وقال بن يحي إن جميع الدول العربية وافقت على انعقاد القمة في تونس وإن مستوى التمثيل تجري مناقشته حتى آخر لحظة وإن "هذا ما يحدث دائما".