الشباب عدة الحاضر وأمل المستقبل (1)
صفحة 1 من اصل 1
الشباب عدة الحاضر وأمل المستقبل (1)
أولاً: عليكم باستكمال عدة الإيمان وقوة العقيدة، من خلال التفاعل مع القرآن الكريم والتأمل في معانيه وقصصه، والتخلق بأخلاقه وآدابه، وفي القرآن الكريم.. ﴿إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى﴾ (الكهف: من الآية 13)، وكما وصفت أم المؤمنين عائشة- رضي الله عنها- رسولَ الله- صلى الله عليه وسلم- فقالت: "كان خلقه القرآن"، فالمسلم الحق هو مَن اجتهد أن يكون من أهل القرآن الكريم قراءةً وحفظًا، ومدارسةً وتأملاً، وخُلقًا وسلوكًا، وعليكم كذلك بدراسة السنة النبوية الشريفة وحفظ ما استطعتم من أحاديث رسول الله- صلى الله عليه وسلم-، ومراجعة مراحل ودروس السيرة العطرة ودراسة الفقه الإسلامي، الذي لا تصح العبادات والمعاملات إلا به، وعليكم أيضًا أن تتأملوا في أحداث التاريخ الماضي وظهور واندثار الحضارات السابقة؛ لتدركوا أين تقف أمة الإسلام اليوم، وما هو دوركم لاستعادةِ مجدها وعزها من جديد، فانتهزوا فرصة الإجازة الصيفية ونظموا أوقاتكم، واستفيدوا منها أفضل استفادة.
فالإيمان أيها الأحباب هو عُدتنا لتحقيق النصر والريادة، وهو قائدنا لتحرير الأوطان وخدمة الأمة، وهو رائدنا في الدفاع عن حريتنا وإرادتنا، وبالإيمان يتربى المسلم سليم العقيدة صحيح العبادة متين الخلق، وهو ما نحتاجه اليوم أكثر من أي وقتٍ مضى.
ثانيًا: عليكم باستكمال عدة العلم والتعلم، وبذل الجهد الدائم والطاقة المتواصلة لتحصيله والنبوغ فيه، وأن يكون الطموح رائدكم للبحث والدرس، والتحدي شعاركم لمواجهة الظروف والمعوقات، والصبر سلاحكم لتحقيق المعالي والوصول إلى القمة، فالإسلام يستنهض همم أبناء الأمة من أجل تحصيل العلم النافع المفيد من علوم الدين والدنيا، ليس فقط من أجل أمة الإسلام، ولكن أيضًا من أجل سعادة ورفاهية البشرية جمعاء.
يا شباب: أنتم تقرءون في أول آياتٍ نزلت من القرآن الكريم في سورة العلق ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)﴾، فهل بعد هذا من دليلٍ على عظم الأمانة التي ألقاها الله سبحانه وتعالى على كواهلكم، والتي أدركها السابقون من أجدادنا، فكان فيهم العلماء والفقهاء والخبراء، ومنهم الفارابي والبيروني والحسن بن الهيثم وابن رشد وابن سينا والمقريزي والبخاري ومسلم والترمذي وابن كثير وابن تيمية والعز بن عبد السلام والخوارزمي وابن ماجد والمسعودي وجابر بن حيان وابن خلدون، وغيرهم الكثير والكثير.
إنَّ الأمةَ الإسلامية في حاجة ماسة للخروج من هذا الواقع الأليم، وهذه الظروف القاسية التي تحيط بها، سياسيًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا وحضاريًّا، ولا مخرجَ لها إلا بالشباب الناهض الواعي الذي يرفع شأنها، بالإيمان والعلم والعمل والمثابرة والتفاني والإخلاص.
أحمد العزب محمد- صفد مميز
-
عدد الرسائل : 857
العمر : 61
العمل : محامى
الهوايه المفضله : سياسية
السٌّمعَة : 0
نقاط : 29287
تاريخ التسجيل : 10/05/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى