من طرف أحمد العزب محمد الثلاثاء يونيو 10, 2008 9:20 am
بعد سنوات من السرية .. خفايا ودلالات تبني ''القسام'' لعملياتها بأثر رجعي |
 بالتزامن مع إطلاق موقعها الإعلامي على شبكة الانترنت بحلته الجديدة؛ فضلت "كتائب عز الدين القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس" أن تكشف خيوط ألغاز ظلت صفحاتها مجهولة وكثرت حولها الروايات من العدو قبل الصديق، ليتخبط حينها العدو الصهيوني باحثاً عن الفاعل وتاركاً خلفه عشرات التفسيرات والتحليلات.
وتمر السنين ويمر معها عجز أجهزته الأمنية الصهيونية عن كشف ألغازها، وبالتوازي مع ذلك انبرت فصائل فلسطينية بتبني عمل مقاوم لم تضع في عربته مسماراً. لأكثر من ستة سنوات احتفظت "كتائب القسام" لنفسها بتفاصيل عمليات نوعية أوقعت عشرات القتلى والجرحى حتى كان صباح يوم السبت الماضي (7/6) موعداً مع الكشف عن الحكاية الكاملة. عملية "ريشون ليتسيون"
من جهته؛ كشف "أبو عبيدة" الناطق باسم "كتائب القسام" بأن الكتائب هي المسؤولة بالكامل عن العملية الاستشهادية والتي وقعت في السابع من شهر أيار (مايو) لعام 2002 في ناد للقمار بمنطقة "ريشون ليتسيون" الصهيونية، وأسفرت حينها عن مقتل 20 صهيونياً وأصابت 60 جريحاً.
وقد أكد "أبو عبيدة" بأن منفذ عملية "ريشون ليتسون" أردني الجنسية ويدعى محمد جميل نبيل معمر" من بلدة قريوت الفلسطينية ويعيش ذووه في الأردن، وكانت "كتائب شهداء الأقصى" قد تبنت هذه العملية حينها دون أن تذكر اسماً لمنفذها. عملية شارع اللنبي
كما كشف "أبو عبيدة" بأن كتائب القسام مسؤولة أيضاً عن تنفيذ العملية الاستشهادية في شارع اللنبي بمدينة تل الربيع المحتلة (تل أبيب) بتاريخ 19/09/2002م والتي نفذها الاستشهادي القسامي إياد نعيم صبحي رداد، من قرية الزاوية شمال سلفيت، عندما صعد إلى حافلة صهيونية ثم فجر نفسه مخلفاً 6 قتلى وأكثر من 60 جريحاً صهيونياً.
وجاءت تلك العملية رداً على اغتيال الشيخ القائد صلاح شحادة، وبالرجوع إلى سجلات وسائل الإعلام في تاريخ تنفيذ العملية فقد اتضح أن "كتائب شهداء الأقصى" تبنت هذه العملية أيضاً في اتصال هاتفي مع مكتب قناة "الجزيرة" ألحق ببيان رسمي لم يتضمن اسم الاستشهادي كما في المرة السابقة. سلسلة عمليات
على صعيد متصل؛ أضاف "أبو عبيدة" بأن كتائب القسام هي من نفذ سلسلة عمليات عسكرية نوعية من بينها سلسلة عمليات التفجير على خط سكة الحديد بالقرب من محطة القطارات في مدينة اللد (في العام 2002م)، ما اعتبر في حينه تطوراً نوعياً في عمل المقاومة وكذلك تفجير صهريج للوقود في محطة "بي غليلوت" بمدينة تل الربيع المحتلة بتاريخ 23/05/2002م. بالإضافة إلى سلسلة عمليات استهدفت المغتصبين الصهاينة أدت إلى مقتل مغتصبَين في بيت حجاي بتاريخ 24/6/2005م، وثلاثة آخرين في غوش عتصيون بتاريخ 16/10/2005م، ومغتصب سادس في بيت حجاي بتاريخ 16/12/2005م. التأخير لاعتبارات أمنية
وحول أسباب التأخير في تبني هذه العمليات طيلة هذه المدة؛ كشف "أبو عبيدة" بأنه ولاعتبارات أمنية لها علاقة بسلامة المجاهدين ومنفذي حلقات العمليات قد جرى تأخير التبني.
وأشار بأن التفاصيل الكاملة لتلك العمليات لم تتوفر بشكلها اليقيني في حينه وهو أحد الأسباب التي دفعت بكتائب القسام بعدم تبني تلك العمليات في حينها.
وحول رسالة التوقيت في تنبي العمليات؛ قال "أبو عبيدة" بأن الرسالة الأهم موجهة للاحتلال مفادها أن المقاومة تمتلك من القدرة ما يمكنها من ضربه في كل مكان وزمان، وأن صفحات مغيبة عمداً مازالت في طي الكتمان في تفاصيلها رعباً للعدو كما قال.
وعلى صعيد متصل ذكرت وسائل إعلام بأن الناطق باسم "كتائب القسام" أجرى اتصالات هاتفية مع عائلات منفذي عملية ريشيون ليتسيون وشارع اللنبي وأبلغهم ببعض تفاصيل العملية وهنأهم بشهادة أبنائهم معتذراً منهم عن إطالة مدة التبني لظروف العمل الأمنية. الاستشهادي الأردني
وحول الدلائل التي تحملها أن يكون الاستشهادي منفذ عملية ريشيون ليتسيون أردني الجنسية؛ قال الخبير المصري في الشؤون العسكرية اللواء طلعت مسلم بأن ذلك من شأنه أن يعيد القضية الفلسطينية إلى عمقها الطبيعي "على اعتبار أن المواجهة مع (إسرائيل) ليست فلسطينية فقط إنما تتسع لتشمل الأمة العربية والإسلامية".
وأشار مسلم بأن "إسرائيل تلقت بهذا الإعلان ضربة إستراتيجية كبيرة مفادها أن كل اتفاقات السلام الوهمية مع دول الجوار وما نتج عنها من أجهزة بوليسية حامية للأمن الصهيوني لم ولن تمنع الشعوب العربية والإسلامية في المشاركة في مقاومة الاحتلال وهو الأمر يستدعيها لإعادة النظر في الرؤية الإستراتيجية الصهيونية لتكون على قاعدة إعادة الحقوق كاملة".
أما صالح النعامي الخبير في الشؤون الصهيونية فقد قلل من تداعيات ودلائل الجنسية الأردنية للاستشهادي كون الضفة المحتلة تتمتع بتواصل جغرافي وسكاني مع الأردن وامتلاك جزء من سكان الضفة جنسيات أردنية، ولذلك، حسب النعامي؛ "فإن الأمر لا يعتبر تحولاً كبيراً". واستدل بحوادث سابقة شبيهة كحادثة قتل جندي أردني سياح صهاينة عام 1996م.
فيما قال عدنان أبو عامر الخبير في شؤون الصهيونية أيضاً بأن لا تعارض في أن يكون الاستشهادي أردني الجنسية وما أعلنته حماس سابقاً بأن جهادها ينحصر في الأراضي المحتلة لأن العملية حدثت في الداخل الفلسطيني.
وأضاف أبو عامر بهذا الصدد بأن ذلك "لا يعد سابقة في عمل حماس المقاوم لأنه جرى حوادث مشابهة جندت حماس فيها استشهاديين باكستانيين وكذلك مصريين".
أما النعامي فقال: بأن "إعلان القسام لم يكن مفاجئاً لـ (إسرائيل) وذلك لأن الأجهزة الأمنية الصهيونية امتلكت من التجربة ما يجعلها لا تكترث لإعلانات التبني بقدر البحث عن خيوط لمنفذي العملية الحقيقيين، خاصة بعد أن اعتقلت خلايا عسكرية لكتائب شهداء الأقصى بعد تبني الأخيرة لعمليات عسكرية وأثناء التحقيق تبين أن لا علاقة لهم بها وأرجع الأمر لخلايا حماس العسكرية". تبني العمليات .. أسوء مظاهر مسيرة المقاومة الفلسطينية
حول قيام بعض فصائل المقاومة الفلسطينية بتبني العمليات التي أعلنت عنها كتائب القسام؛ اعتبر الخبير أبو عامر ذلك من أسوأ مظاهر مسيرة المقاومة الفلسطينية.
وأشار إلى أن تلك الظاهرة شكلت خطورة كبيرة على المقاومة وحمايتها لما تعطيه من معلومات مجانية لأجهزة الأمن الصهيونية. وأضاف بأن كتائب القسام بأسلوبها المتريث في تبني العمليات قد صنعت مدرسة جديدة في التعامل مع إعلان المسؤولية عن العمليات تاركة بذلك مساحة كبيرة لما أسماه "صراع الأدمغة" ما بين رجال المقاومة وأجهزة الأمن الصهيونية.
ودعا أبو عامر فصائل المقاومة إلى صياغة جديدة لأساليب التبني للعمليات خدمة لهدف الاستمرارية والحفاظ على مقومات النجاح.
أما الخبير العسكري اللواء طلعت مسلم فقال بأن المقاومة تستفيد أمنياً من عدم الاستعجال في التبني، مفضلاً اللواء مسلم بأن تعمل فصائل المقاومة بشكل جمعي وأن لا تعطي إعلان المسؤولية والتبني مساحة من الاهتمام تكون في الغالب على حساب جوهر العمل المقاوم. |
|
