من طرف أحمد العزب محمد الجمعة يونيو 13, 2008 6:53 am
نص حوار موقع إسلام أون لاين مع الدكتور عبد الحى الفرماوى عن تجربة الاعتقال |
فى باب الحوارات المباشرة من موقع " إسلام أون لاين " تمت اليوم الخميس 12 / 6 / 2008 ندوة مباشرة بين زوار الموقع وبين الدكتور عبد الحى الفرماوى بعد تجربة اعتقاله والتهم الملفقة المضحكة التى وجهوها له وتركت الساحة للقراء ليوجهوا له ما يشاءون من الأسئلة حول هذه التجربة فكان هذا الحوار الذى بين أيديكم :
سؤال : ما هي قصتك مع حماس.. وما هي حكاية صناعة الطائرات؟؟ الإجابة : أولا.. حماس حكومة منتخبة انتخاب شرعي وهي تدافع عن أرضها وعن بلدها وعن ترابها الوطني وعن مقدساتها ولها كل الحق في الدفاع عن أرضهاالمحتلة.. أما صلتي بها فهي صلة أي مسلم في أنحاء العالم التعاطفية مع أخيه المسلم الذي يقاوم المحتل ويرفض الظلم ويأبى الذل. أما صناعة الطائرات فهذه أضحوكة عجيبة جدا فأنا أستاذ منذ 40 عاما في مجال القرآن وعلومه وعندما أبلغ الـ 67 عاما أتهم بصناعة الطائرات أو التدريب على الطائرات أو تفجير الطائرات أو غير ذلك من هذه الأكاذيب. وتمويل حماس شرف لا أدعيه.. يعني مساعدة أي مسلم وكل المسلمين لحماس شيء لا ينكر ومع ذلك لم يحدث للأسف أي شيء من هذا. ============= سؤال : نحمد الله على سلامتك.. نريد أن نعرف ماذا قال لك المحققون وأي تهم وجهت اليك طيلة فترة اعتقالك؟ الإجابة :شكرا أخي الكريم، تقبل الله منا ومنكم.. قال المحققون كلاما لا يصدقه عقل عاقل، حيث اتهموني بصناعة الطائرات أو المساهمة في صناعة الطائرات وتدريب طلاب الجامعة وإرسالهم إلى العراق وفلسطين ونشرت الصحف الكثير وقال المحقق الكثير من هذه الأكاذيب الملفقة التي لا أعرف عنها شيء إلا منه هو، والحمد لله رب العالمين أن كشف الله الحقائق لكل ذي عينين.
============ سؤال : حياكم الله أولا وحيا الإخوة القائمين على الموقع.. أنا أحدثكم من غزة المحاصرة وأوجه السؤال لشخصكم الكريم بصفتكم من رموز العلم والدين في مصر ولكم تأثير على شريحة كبيرة من آراء وأفكار الشعب المصري.. ألا ترون أن التحرك الشعبي المصري الداعي لرفع الحصار عنا في غزة لا زال ضعيفا وغير مسموع..ولا زال يقتصر على بعض التنظيمات السياسية المعارضة.. هل الشعب المصري لا يسمع بقضية إخوانه وجيرانه المحاصرين أم هم البحث اليومي عن لقمة العيش غلب على اهتمامات المواطن في مصر؟ الإجابة :يا أخي الكريم أهلا بك من غزة، ورفع الله الظلم عنكم وعن كل المظلومين في أنحاء العالم وفرج كربكم وأزاح همكم. أما عن الشارع المصري، فالشارع المصري عن بكرة أبيه بقلبه وروحه ودعائه مع إخوانه وأهله في فلسطين وغزة المحاصرة، وقلوبنا تنزف دما من أجل هذا الحصار المتعنت الذي تسكت عليه الأمة العربية والإسلامية كلها، ولا يوجد في مصر بالرغم من البحث عن لقمة العيش التي تتحدث عنها ما يصرف الشعب المصري عن اهتمامه وتعاطفه ودعائه لإخوانه المحاصرين في غزة، وثق يا أخي الكريم أن النصر آت آت لا محالة كم من فئة كبيرة غلبت فئة كثيرة ============ سؤال : يقال إنك عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين ورغم ذلك تنفي صلتك بالجماعة.. أرجوك وضح الأمر وحقيقة موقفك من الإخوان؟ الإجابة : أنا لست عضوا في مكتب الإرشاد وعلاقتي بالإخوان علاقة فكرية الإخوان أصحاب فكر معتدل وسطي، وأنا أزهري النشأة والثقافة والتعليم والأزهر يحمل الفكر الوسطي المعتدل، وبحكم كوني أستاذا بالجامعة أقرأ عن كل الاتجاهات وكل الجماعات، والإخوان فكر أصبح الآن فكر دعوي عالمي غير محصور بدولة من الدول فهو فكر إسلامي لا ينحصر في دولة بعينها، أما تنظيميا فالإخوان جماعة محظورة كما يقولون ومحاربة وحسب علمي ليس لها تنظيم معين أو هيكل بعينه لكنها فكر أكثر منها تنظيم ودعوة أكثر منها جماعة. ============ سؤال : هل اتهامك بدعم حماس جاء على خلفية زيارتك غزة عندما فتحت مصر الحدود مع القطاع المحاصر في يناير الماضي؟ الإجابة : زيارتي لغزة لم تتم، فأنا للأسف ما زرت غزة، إنما ذهبت إلى معبر صلاح الدين حينما كنت عضوا لمجلس الشعب في عام 1989 مع لجنة الثقافة والسياحة ودخلنا معبر صلاح الدين، أما زيارتي لغزة فلم أزورها خلال تحطيم السور، وكنت أتمنى أن أزورها لولا أن صحتي لم تساعدني. =========== سؤال : ماذا أضافت إليك تجربة السجن.. حتى ولو على المستوى الإنساني؟ الإجابة : والله أضافت إلىّ الكثير والكثير والكثير.. أولا: مررت بتجربة قاسية، كانت كافية لإنهاكي معنويا وتحطيمي نفسيا ولكني أحمد الله سبحانه وتعالى أن خرجت منها سليما معافى بل أقوى مما دخلت حرصا على مبادئي ونشر ديني ومواصلتي لما أنا عليه من خط للدعوة. ثانيا: أنني من فضل الله سبحانه وتعالى وجدت أسرتي متماسكة لم توهنها هذه الأزمة ولم تضعف من حبها للإسلام وللدعوة ولم تؤثر عليها في إثنائي أو إضعافي من مسيرتي في الدعوة إلى الله، بل وجدتهم أقوى مني تماسكا وأشد مني عزيمة وأصلب مني إرادة، وهذا ما كنت أكتشفه ما لم أمر بهذه التجربة بالرغم من معاناتهم ومتاعبهم في ملاحقاتي وزياراتي وتلقي صدمات من الأخبار وما يكتب عني من مبالغات. ثالثا: أنني اعتبرت فترة اعتقالي سياحة مع القرآن الكريم، ومراجعة لنفسي وخلوة مع الله وتعبدا له في هذه المحنة التي حولها الله لي إلى منحة.. إلى غير ذلك من الفوائد التي يضيق عنها هذا الحوار. =========== سؤال : لي سؤال بسيط أتمني أجد إجابته عندك.. لماذا قبض عليك بهذه التهم المضحكة؟ هل بينك وبين الدولة عداء؟ هل مارست السياسة في السابق؟ الإجابة : شكرا أختي الكريمة وابنتي العزيزة.. أنا ليس بيني وبين أحد عداء إلا مع أعداء الإسلام هؤلاء هم أعدائي "حيث يقول الله سبحانه وتعالى: {إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا} ثم يقول تعالى: {لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا}، أما غير هؤلاء فأنا أدعو لهم بصلاح الحال ولا أعاديهم وأتمثل بقول القاضي عياض رضي الله عنه لو كانت لي دعوة مستجابة لادخرتها للحاكم، لأن صلاح الحاكم صلاح الأمة، لذلك لا عداء بيني وبين أحد إلا بالنصح والتوجيه ولذلك في منهجي أني لا أنتقد إلا إذا قدمت البديل لا أنتقد لمجرد الانتقاد. أما ممارستي للسياسة فقد مارستها من منطلق إسلامي وديني حيث كنت عضوا لمجلس الشعب في دورة 1987 وأيضا حاولت أن أدخل ورشحت نفسي في دورة 2005 إلا أنه زورت نتيجتي بعد إعلانها في الصحف ووسائل الإعلام، ومنذ حينها وأنا أمنع من الخطابة في كبرى المساجد لأوامر لا أدري مِن مَن؟ =========== سؤال : من ساندك في محنتك يا دكتور.. وهل جامعة الأزهر وشيخ الأزهر تدخلوا لإنصافك؟ الإجابة :أولا: شكر الله لك يا حبيبي وأعز الله بك الإسلام وأعزك بدينك. الذي وقف بجانبي في محنتي رب العزة سبحانه وتعالى أيده بتأييد من عنده وثبتني تثبيتا ما كنت أتخيله وأمدني بصحة ما كنت أتخيلها حيث أعاني من أمراض كثيرة لكن من الله علي بالسلامة حتى خرجت. والذين ساندوني بعد الله سبحانه وتعالى إخواني وأحبتي وأصدقائي، وساندني أيضا محامو الإخوان المسلمين ساندوني وساندتني أسرتي أشد السند وأمدتني بالقوة والعزة. أما عن الأزهر فللأسف لم يتصل أحد من زملائي ولا من المسئولين ولا من الأزهريين جميعا بأولادي ولا ببيتي ليسألون عنهم أو يسألون عن أحوالي، ولا أدري لماذا؟؟ مع أني كنت أتوقع أن تصدر بيانات توضح موقفي ودعوتي ووسطيتي وثقافتي وشهاداتي من الأزهر كدفاع من الأزهر عن أحد أبنائه للأسف لم يحدث هذا، وهذا شيء متوقع لا أستبعده ولا أستغربه. وشكرا لهم على هذا الموقف.. =========== سؤال : قرأنا في حيثيات القبض عليك أنك ذهبت لشراء كميات كبيرة من البنزين والوقود لدعم غزة.. ما حقيقة الأمر؟ الإجابة : هذه أول مرة أسمعها منهم، فقد قرأتها في الجرائد ثم وجهها إلى وكيل نيابة أمن الدولة، وليس لي علاقة بها إطلاقا ولا أعرف عن هذا الموضوع أدنى معرفة ويا ليته قال لي إنك تصنع طائرات لضرب إسرائيل، أو اتهمني بهذا كنت أسعد به، لكن يتهمني بصناعة الطائرات فهذا ليس من تخصصي أو طائرات تبين أنها لعب أطفال ثم هذه كلها لا أعلم عنها شيئا إلا منه هو ومن الجرائد. =========== سؤال : كثيرا ما نسمع عن تعرض من يعتقل لإهانات وأشياء من هذا القبيل.. هل مررت بمثل هذه المواقف؟ الإجابة : بالنسبة لي، اعتقالي في حد ذاته إهانة، والتجربة كلها في حد ذاتها إهانة. لكن لم يحدث معي شيء يضرني أكثر من فكرة اعتقالي وحبس حريتي. أما معاملة أمن الدولة لي أثناء الاعتقال في بيتي أو الإفراج من مقر أمن الدولة كان على مستوى من الاحترام والتقدير لشخصي ومكانتي. والمعاملة في السجون أيضا كانت على مستوى طيب ليس فيه أي شيء مما يؤذي أو يجرح أو يتعب أكثر من حبس الحرية. ========= سؤال : جزاكم الله عنا خيرا ياشيخنا وتقبل الله منك وجعله فى ميزانك وثبتك الله. ولكن ماذا علينا نحن شباب المسلمين وماهو دورنا نريد دور فعال نريد عمل شىء بخلاف التبرع والدعاء وجزاكم الله خيرا ونسالكم الدعاء لنا بالهدايه والشفاء الإجابة : شكر الله لك دعائك وثنائك وثبتني الله وإياك على طريق الحق أما عن دور الشباب فهو الاستقامة وتربية النفس وإصلاحها، أولا طبقوا الإسلام في أنفسكم تقم دولة الإسلام، وعلى المسلم أن يفهم دينه فهما كاملا عقيدة وأخلاقا وعبادات ومعاملات، وعلى الدعاة والقادة أن يولوا التربية عناية واهتماما بها على قدر كبير. عسى أن يتقبل الله سبحانه وتعالى وينشأ جيل يفهم الإسلام ويطبقه سلوكا ويحقق الله النصر على يديه لينصلح حال البلاد ويسعد العباد. ولهذا الكلام شرح طويل مرة أخرى تضيق عنه ساحة الحوار. وأقول للشباب لا تبتئسوا ولا تتعجلوا النصر بل تعجلوا إصلاح النفس وإصلاح الحال والاعتصام بكتاب الله والعمل بشرعه فيما يخص الفرد والأسرة والمجتمع بالرغم من المعوقات وسينتصر الحق ويزهق الباطل لا محالة بالإرادة القوية والعزيمة الفتية. ========== سؤال : لماذا تتبرأ من الإخوان يا دكتور.. وتنفي اي صلة لك بهما؟ الإجابة : أنا لا أتبرأ من الإخوان ولا أتبرأ من فكر الإخوان فالإخوان جماعة تعمل لتحقيق الإسلام في واقع الناس وعلى أرض الواقع، إنما أنا لا أتبرأ منهم إطلاقا، فأنا حسب معرفتي بأفكارهم وبعض أفرادهم فهم أناس مخلصون يعملون لصالح دينهم وأوطانهم وأنا لا أتبرأ من أي فكر معتدل وسطي يعمل لصالح الإسلام. لكني وهذا ما أوقعك في الفهم الخاطئ يا أخي الكريم، أنني أقول أنه لا تنظيم لجماعة الإخوان لأنها جماعة محظورة وإن كان القانون الذي يدعون حظره لها قانون خاطئ لا يناسب أبدا مكانة هذه الجماعة ودورها الريادي والدعوي والإصلاحي.
|
|